الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج مع فارق العمر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني الكرام: يسعدني ويشرفني استشارتكم والاستفادة منكم، ولدي مشكلتان أرجو منكم توجيهي فيهما:

المشكلة الأولى: تتعلق بالصلاة؛ فعندما أذهب للوضوء، أدخل الحمام وأتبول ثم أستنجي جيدًا، وبعدها أتوضأ وأذهب للصلاة، لكن أثناء الركوع أو أي حركة، أشعر وكأن شيئًا من الماء قد نزل، لا أدري هل هو بلل طبيعي، أم ماء الاستنجاء، فأعود وأتوضأ مرة أخرى، ويتكرر نفس الشعور، فما الحكم في هذه الحالة؟ هل يُعد هذا وسواسًا؟ وكيف أتعامل مع الأمر، خاصة في صلاة الجماعة؟ وماذا عن ملابسي الداخلية؟ أرشدوني -بارك الله فيكم-.

المشكلة الثانية: أنا على علاقة بفتاة تكبرني بعشر سنوات، ورغم فرق السن بيننا، يوجد حب كبير وصادق، لولا هذا الفارق، لكنت تقدمت لخطبتها منذ زمن، لكن كما تعلمون، المجتمع لا يتقبل مثل هذه العلاقات بسهولة، رغم أن الشرع لا يمنعها، والأهم بالنسبة لي هو رضا الوالدين، ومع ذلك تدور في أذهاننا أحيانًا أفكار كالزواج دون موافقتهما، رغم ترددنا في ذلك. فما هو توجيهكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن اليقين الذي عندك بكونك استنجيت بطريقة جيدة، وأديت الوضوء بطريقة صحيحة، لا يزول الشك الحاصل لك عند الركوع أو السجود، ولذلك ننصحك: بعدم الالتفات للشك الحاصل، خاصة مع تكرره معك، فتعوذ بالله من الشيطان، وعامل هذا العدو بنقيض قصده، وإذا لبست ملابس طاهرة نظيفة، فلا تلتفت لما يحصل لك من الوساوس، فإن الأصل هو صحة وضوئك وطهارة ملابسك، واعلم أن الشيطان سوف يتركك -بحول الله وقوته- عندما تفوت عليه هذه الفرصة، فإن هذا العدو همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله، وسوف نكون سعداء إذا تواصلت مع موقعك لمتابعة هذه المسألة معك، والوسواس ينفع معه الإهمال، ويقطع دابره الفقه في الدين، والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد، واعلم بأن الله سبحانه لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

أما بالنسبة لعلاقتك بالفتاة: فنحن ننصحك بقطعها تمامًا؛لأنها علاقة ليس لها غطاء شرعي، ولا فرق بين كونها صغيرة أو كبيرة؛ لأنها في كل الأحوال أجنبية عنك، والأجنبية هي كل فتاة يمكن للرجل الزواج منها، ولا مانع بعد قطع العلاقة والتوبة من تصحيح الوضع؛ وذلك بالذهاب لأهل الفتاة، وحبذا لو شاورت أهلك قبل ذلك، وسألت عنها وطلبت من أهلها أن يسألوا عنك، فهذا الحق متاح للجميع، ونحن لا ننصح بالدخول في مشروع الزواج منها، إذا كنت متأكدًا من رفض والديك، والله سبحانه يسهل عليك وعليها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالاستخارة قبل أن تقدم على مثل هذه الأمور التي تجد في نفسك منها ترددًا، فإن في الاستخارة طلب للخير ممن بيده الخير، وسوف تستفيد من مشاورة من يعرفك ويعرفها من الصالحين، ولن يندم من يستخير ويستشير ويتوجه إلى الخالق القدير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً