الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بالتعرق الشديد عند أي مقابلة أو مواجهة

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة نغصت علي حياتي بشكل كبير، وشلت أوضاعي، وهي كثرة التعرق في وجهي، حتى في البرودة، وخصوصا عند أي مقابلة أو إلقاء كلمة أمام الناس، كما أعاني من قلق كبير عندما أريد أن أقوم بشيء، حتى أني لا أنام إذا كان عندي مقابلة في الغد أو كلمة، أريد عقارا أو حلا يكون مفعوله سريعا وأستطيع استخدامه قبل ساعة أو ساعتين مما ذكرت، أرجوكم، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي عمران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أريد أن الفت انتباهك أن القلق ليس كله سيئاً، حيث أن القلق طاقة نفسية مطلوبة، وهو الذي يحرك الدافعية الإيجابية فينا، الإشكالية تحدث أن بعض الناس حساسون جداً، ويتعاملون مع قلقهم بصورة سلبية، ومشكلتك إن شاء الله بسيطة جدا، كل الذي تعاني منه هو درجة بسيطة من القلق الاجتماعي، أو يما يسمى بالرهاب الاجتماعي من الدرجة البسيطة، والتعرق هو سمة فسيولوجية قد تكون مصحوبة بتسرع في ضربات القلب، وبعض الناس يشتكون أيضا من شعور بالدوخة عند هذه المواجهة، والأفضل هو التجاهل لهذه الأعراض إن كان ذلك ممكنا، والإكثار من المواجهة، وأن لا تراقب نفسك حين تكون في وضع يتطلب تفاعلا اجتماعيا، وأعرف أن ذلك ليس بالسهل، والتجاهل يمكن أن يدعم من خلال أن تفهم أنك في حاجة أن تكون قلقاً في بداية هذه المقابلات؛ لأن الجسم يحتاج أن يحضر نفسه من خلال مواد كيميائية معينة تثير اليقظة وتقوي من ضربات القلب وتزيدها، حتى يتدفق الدم وينتشر الأوكسجين في الدماغ وفي بقية أجزاء الجسم بصورة أكبر، وهذه العملية وإن كانت إيجابية لكنها تعطي الشعور بالخوف لدى الناس.

أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين جيدة جداً، إسلام ويب لديها استشارات تحت رقم ( 2136015) يمكنك الرجوع إليها وتطبيق ما بها من إرشادات وهي مفيدة.

أما الأدوية فتوجد بعض الأدوية الإسعافية، وأشهرها عقار يعرف باسم اندرال، يستعمله الكثير من الناس بجرعة (20) مليجرام قبل المواجهات، الاندرال دواء سليم جداً، لكن لا يستعمل في حالات وجود ربو، إذا كانت هنالك أي إشارات تدل أن الإنسان يعاني من الربو فالاندرال يمنع استعماله؛ لأنه قد يزيد من ضيق الشعب الهوائية في الرئة، وهذا يزيد من الربو، وهذه الحالات نادرة، ولكن نحاول دائما أن ننبه إلى إجراءات السلامة في تناول الأدوية.

أخي: أنا أعتقد لو استعملت أحد الأدوية المضادة للمخاوف لفترة شهرين أو ثلاثة هذا سوف يعطي قاعدة علاجية ممتازة جداً تحس فيها بالاسترخاء الحقيقي، وهذا نفسه سوف يعطيك انطباعات إيجابية جداً عن نفسك، ومن هذه الأدوية عقار زيروكسات، جرعة البداية هي عشرة مليجرام، تناولها يومياً، أي نصف حبة لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة (عشرين مليجرام) يومياً، ويفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل في فترة المساء، وهذه الجرعة تناولها لمدة شهرين ثم تخفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: يجب أن تستفيد من مهنتك كصحفي، ودائماً الصحفي لديه حضور اجتماعي ويأخذ مبادرات إعلامية تتطلب المواجهة، وهذا إن شاء الله تعالى يساعدك في تطوير مهاراتك، وتخطي حالة الرهاب الاجتماعي البسيطة التي تعاني منها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً