الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الاكتفاء بطفل واحد بسبب مرض زوجي، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي طفلة واحدة عمرها 8 سنوات، وأريد الاكتفاء بها؛ حيث إن زوجي مصاب باكتئاب جسيم، أصبح أفضل حالًا الآن، واستقرت حالته بعد الدواء المنتظم، لكن أي تغيير أو ضغوط زائدة يؤدي إلى انتكاس حالته، وأيضًا أنا من يتولى كل مسؤوليات الطفلة وحدي دون أي مساعدة، مع العلم أني أعمل دوامًا كاملًا بجانب رعايتي لطفلتي ورعاية المنزل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يشفي زوجك، وأن يجعل الأحوال تستقر عندكم، وأن يكتب لكم الأجر، وشكرًا لك على الاهتمام برعاية الأسرة ورعاية البُنَيَّة التي نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُنبِتها نباتًا حسنًا، وأن يُعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم.

مسألة إنجاب أطفال متروكة للزوجين، فإذا كان هناك تفاهم بينكِ وبين الزوج في هذا الأمر؛ فهذا هو الخيار الأفضل والأحسن، ولا مانع في مثل هذه الأحوال أن يتفق الناس على إيقاف إنجاب الأطفال حتى تتحسن صحة الزوج، أو لأي ظرف، أو حتى تكتمل الدراسة، أو حتى تستقروا في بلد.

يعني: تنظيم النسل مقبول؛ بشرط: ألّا يكون هذا لسبب أننا لا نستطيع إطعامهم أو كيف نتكفّل بهم؛ لأن الرزّاق هو الله -تبارك وتعالى-

إذًا: تنظيم النسل مقبول، ولكن تحديد النسل -خاصة إذا كان يرتبط بمسألة الرزق- فإن هذا هو موطن الإشكال، وهنا نحن نسأل: هل الزوج يرغب في هذا؟ هل اتفقت معه على هذا؟ هل تعتقدين أن الزوج إذا بَلَغ العافية يمكن أن تُنجبوا أطفالًا؟ وعمومًا: يمكن أن تُتَّخذ لذلك الوسائل مثل: وسائل منع الحمل، أو العزل، فقد قال الصحابي: «كُنَّا نَعْزِلُ والقرآنُ يَنزِل، فلم يَأمُرنا النبي ﷺ ولم يَنْهَنا».

فطالما وُجد السبب ووجد الاتفاق بين الزوجين، فلا مانع من تأخير إنجاب الأطفال، أو جعل المدة بين الطفل والثاني مدة طويلة؛ لظرف الزوج أو لظرف الزوجة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يكتب لزوجك السلامة والعافية، وأن يُعينك على ما أنت فيه من الخير، ونُكرّر لك الشكر على قيامك بواجباتك وزيادة، ونسأل الله أن يقرّ عينك بشفاء هذا الزوج شفاءً لا يُغادر سقمًا، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً