السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا.
تأتيني أفكار خبيثة وسيئة ومتسلطة، وكأنها حقائق، وتبقى عالقة في الرأس، وأشعر بغضب وحزن وقلق حين الاسترسال معها، مثلًا: بعدما مسحت أشياء كنت حَمَلتُها سنين مضت، وكانت سيئة، مثل: صور مغنيين على الحاسوب، والحمد لله الذي هداني بعد تلك السنوات، وقد كنت تركت تلك الصور ولم أمسحها حتى مرت عليها السنون، بدأت تأتيني أفكار مستحوذة كأنني سأموت بعدما مسحت هذه الصور، والعلاقة بين الموت ومسح الصور، هو أنني حين مسحت الصور لم يبق أي شيء سيئ في الحاسوب، لم أعرف كيف أشرح هذه الفكرة، ولكن كأنني سأموت -والحمد لله- لم يبق لدي أي خلفية سيئة، وأنا لا أطيق -بفضل الله- هذه الأفكار، ولكن استرسالي معها لكي أؤكد لنفسي أن هذه مجرد أفكار خبيثة.
أمر مُتعب نفسيًا، ويؤلمني حتى في صدري ورأسي، وأشعر بغضب شديد وحزن وقلق في كل مرة تأتيني؛ لأنني ضَجِرتُ من هذه الأفكار، ومع ذلك -الحمد لله- عندما أتذكر أن الله دائمًا معنا، تَسْكُنُ عني قليلًا هذه الأفكار.
أريد نصائح من ناحية هذه الأفكار، وأظن أن هذه المشكلة من الفكرة التي زُرعت في مخي، وهي: أنه قد يكون هناك تلميحات قبل وقوع شيء في المستقبل (أنا أعلم أن لا يعلم الغيب إلا الله، وهي فقط فكرة مصادفة)، مثل: شخص عانق شخصًا بشدة، وبعدها مات ذلك الشخص، فيكون مثل "وداع" لذلك الشخص؛ وهذا يجعلنا نفكر تفكيرًا شيطانيًا خبيثًا: هل إذا سلمنا على شخص أو اشتقنا لرؤيته، هل سنموت بعدها أو تقع مصيبة؟!
أنا أعلم أن هذا فكر وسواسي خبيث وتَطَيُّر، ولكنه كثيرًا ما يأتيني، وأحاول جاهدة أن أتجاهله؛ كي لا أكون قد وافقته، حيث أشعر بأنها حقائق لا أفكار، ولكن أتألم بشدة، وكأنني سأفقد وعيي! فمثلًا كنت متكئة في وضعية أضع يدي فيها بطريقة متوازنة، وأتتني أفكار بكونها وضعية شخص مات، وبقي رافعاً يديه (الله يجعلنا من أحسن الناس الذين طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم)، وبعدها وضعت يدي، هل يعتبر تَطَيُّرًا؟
عندما أحاول عدم الاسترسال مع هذه الأفكار، أشعر كأنها تُصبح عندي مكبوتة في داخلي، وأيضًا لدي غضب شديد في صدري من تراكمات مشاعر الغضب، التي كانت تأتيني منذ صغري إلى الآن، فأنا الآن أغضب بسرعة شديدة، ولا أتحكم كثيرًا في غضبي، وإن حاولت فيكون مؤلمًا لي، كأن طاقة بقيت في رأسي وجسدي!
وشكرًا لكم.