تأخير إنجاز الأعمال بسبب الوقوع في المعصية من التنطع والتطير

11-5-2025 | إسلام ويب

السؤال:
أحاول أن أُنجز الأعمال المهمة في حياتي في أيام أرى فيها بركة، حتى تكون مشاريعي -أو على الأقل بدايتها- مباركة. ولكن إذا لم أُصَلِّ الصلاة في وقتها، أو فاتتني الجماعة (ولو بعذر)، أو وقعتُ في ذنب، أُؤخّر العمل - كالتقديم لوظيفة، أو التسجيل في جامعة- إلى يومٍ آخر أؤدي فيه صلاتي كما يجب، ولا يشوبه معصية، حتى يكون المشروع الجديد مباركًا. فهل هذا من البرّ، أم إنه نوع من التشاؤم وترك العمل بسبب فوات الصلاة؟
وأجد كذلك أنه إذا فاتتني صلاة الجمعة، أو لم أقرأ سورة الكهف، أشعر بأن البركة قد فاتتني في هذا الأسبوع، فأُؤجّل ما أستطيع إلى أسبوع آخر أكون فيه قد صليت الجمعة وقرأت سورة الكهف كما ينبغي.
كما أنني ألاحظ أحيانًا أن بعض الأفكار التي تأتيني في بيت الخلاء أو عند قضاء الحاجة -كفكرة لإنجاز معين- قد نشأت في مكان نجس، فأستثقلها وأستحسن تجنّبها. فهل هذه الأمور من باب التقوى، أم من الغلوّ؟ إذ لا أجد قولًا واضحًا في هذه المسائل أستند إليه، لا في الإقرار بها ولا في تركها، وقد يكون في بعضها مشقة على النفس.
ويسعدني أيضًا أن تُوجّهوني إلى مراجع تتناول مثل هذه القضايا لأتفقه فيها.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن فعل المعاصي، وترك الواجبات من أسباب عدم التوفيق، والمطلوب عند حصول شيء من ذلك هو المبادرة إلى التوبة النصوح بشروطها، وليس ترك العمل في ذلك اليوم، ومثل ذلك أو أشدّ منه ترك العمل بفكرة طرأت على الإنسان وهو غير متطهر، أو في مكان قضاء الحاجة، فهذا من المبالغة والتنطع، والتزيد على الشريعة.

والتطير: التشاؤم بالشيء والتعلق بأمر لا حقيقة له، بل هو وَهْمٌ وتخييل، وقد جاء في حديث عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ردّته الطيرة من حاجة، فقد أشرك، قالوا: يا رسول الله؛ ما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك. أخرجه أحمد.

وظاهر أن عندك من الدين والإيمان ما يحبب إليك الطاعة، ويبغض إليك المعصية، لكن يُخشى عليك من الوقوع في الوسوسة، وهي داء وبيل، والوقاية منه، ودفعه، والحذر من الوقوع فيه، أيسر بكثير من رفعه وعلاجه بعد التلبس به، لا سيما وقد دلت الشريعة على الطريقة المرضية عند التردد، وهي صلاة الاستخارة، فاقتصر عليها، ودع ما سواها.

وانظر للفائدة الفتويين: 75167، 5091.

والله أعلم.

www.islamweb.net