الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن فعل المعاصي، وترك الواجبات من أسباب عدم التوفيق، والمطلوب عند حصول شيء من ذلك هو المبادرة إلى التوبة النصوح بشروطها، وليس ترك العمل في ذلك اليوم، ومثل ذلك أو أشدّ منه ترك العمل بفكرة طرأت على الإنسان وهو غير متطهر، أو في مكان قضاء الحاجة، فهذا من المبالغة والتنطع، والتزيد على الشريعة.
والتطير: التشاؤم بالشيء والتعلق بأمر لا حقيقة له، بل هو وَهْمٌ وتخييل، وقد جاء في حديث عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ردّته الطيرة من حاجة، فقد أشرك، قالوا: يا رسول الله؛ ما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك. أخرجه أحمد.
وظاهر أن عندك من الدين والإيمان ما يحبب إليك الطاعة، ويبغض إليك المعصية، لكن يُخشى عليك من الوقوع في الوسوسة، وهي داء وبيل، والوقاية منه، ودفعه، والحذر من الوقوع فيه، أيسر بكثير من رفعه وعلاجه بعد التلبس به، لا سيما وقد دلت الشريعة على الطريقة المرضية عند التردد، وهي صلاة الاستخارة، فاقتصر عليها، ودع ما سواها.
وانظر للفائدة الفتويين: 75167، 5091.
والله أعلم.