وقوله : " إن عمر علم أن عبد الرحمن لا يعدل الأمر عن أخيه وابن عمه " .
فهذا كذب بين على عمر وعلى أنسابهم ؛ فإن عبد الرحمن ليس أخا لعثمان ولا ابن عمه ولا من قبيلته أصلا ، بل هذا من بني زهرة وهذا من بني أمية . [ وبنو ] زهرة [1] إلى بني هاشم أكثر ميلا منهم إلى بني أمية ، فإن [ بني ] زهرة [2] أخوال النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنهم عبد الرحمن بن [ ص: 172 ] عوف ، وسعد بن أبي وقاص الذي قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذا خالي ، فليرني [3] امرؤ خاله " [4] .
ولم يكن أيضا بين عثمان وعبد الرحمن مؤاخاة ولا مخالطة [5] ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤاخ بين مهاجري ومهاجري [6] ، ولا بين أنصاري وأنصاري ، وإنما آخى بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف وبين سعد بن الربيع الأنصاري ، وحديثه مشهور ثابت في الصحاح وغيرها ، يعرفه أهل العلم بذلك [7] ، ولم يؤاخ قط بين عثمان وعبد الرحمن .


