[ ص: 84 ] 294 - عبد الملك بن أبجر
قال الشيخ رضي الله تعالى عنه : ومنهم المتقي الأنور ، الباكي الأغزر ، عبد الملك بن سعيد بن أبجر .
حدثنا أبو بكر بن أسلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا الوليد بن شجاع ، حدثني أبي قال : " كان ابن أبجر من شدة التوقي كأنما يتكلم بالمعاريض ، وكان ابن أبجر إذا رأى شيئا يكرهه قال : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، فلا يزال يرددها حتى يعلم أنه قد كره شيئا ، وكان ابن أبجر من شدة التوقي يقول من لا يعرفه : كأنه غبي ، وكان ابن أبجر يعالج من نفسه شدة شديدة ، ولكن لا يتكلم بشيء " .
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحسن بن علي العمري قال : ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا مالك بن إسماعيل ثنا موسى بن الأشيم ، عن جعفر الأحمر قال : " كان أصحابنا البكاءون أربعة : عبد الملك بن أبجر ، ومحمد بن سوقة ، ومطرف بن طريف ، وأبو سنان ضرار بن مرة " .
حدثنا أبو بكر بن مالك قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني الوليد بن شجاع ، حدثني أبي قال : كنت لا أكاد ألقى عبد الملك بن أبجر إلا قال : " نقصت الأعمار بعدك ، واقتربت الآجال ، ما فعل جيرانك ؟ يعني أهل القبور ، ثم يقول : أمر يريد الله إدباره متى يقبل ؟ ! " .
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو معمر ، ثنا سفيان قال : قال سلمة بن كهيل : " ما بالكوفة أحد أكون في مسلاخه أحب إلي من ابن أبجر " .
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبو عبد الله الأودي ، ثنا مسدد ، عن بعض أصحابه ، عن سفيان الثوري قال : " خمسة من أهل الكوفة يزدادون في كل يوم خيرا ، فذكر ابن أبجر ، وأبا حيان التيمي ، وابن سوقة ، وعمرو بن قيس ، وأبا سنان " .
[ ص: 85 ] حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عبد الله بن عمر القرشي ، حدثني حسين الجعفي قال : " كنت عند عبد الملك بن أبجر وقد أبق غلام له ، وكان له بابان ، فلم يعلم حتى جاء الغلام ، فقال له عبد الملك : فلان ويحك أبقت ؟ لم تقبل لك صلاة من أي باب خرجت ؟ أأحد خير لك منا ؟ ما أحسبك تجد أحدا خيرا لك منا ؟ من أي باب خرجت حين ذهبت ؟ قال : من هذا الباب ، قال : ادخل منه واستغفر الله لك ، يا فلانة أطعميه ، فإني أحسبه جائعا " .
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عبيد الله بن عمر ، حدثني أبو غسان قال : سمعت ابن عيينة ، يقول : قال ابن لعبد الملك بن أبجر لغلام لهم : " يا حائك ، قال : تعيره بشيء نحن أدخلناه فيه ؟ أحسبه قال : إن كان عيبا فنحن أدخلناه فيه " .
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مسروق ، ثنا حسين الجعفي ، عن عبد الملك بن أبجر قال : ما من الناس إلا مبتلى بعافية ; لينظر كيف شكره ، أو مبتلى ببلية ; لينظر كيف صبره " .
حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، ثنا حسين بن علي الجعفي ، عن عبد الملك بن أبجر قال : وسأله رجل عن تفسير هذه الآية : ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) قال : " سائق يسوقها إلى أمر الله ، وشاهد يشهد عليها بما عملت " .


