وظل من يحموم فيه قولان:
أحدهما الدخان ، قاله أبو مالك.
الثاني: أنها نار سوداء ، قاله ابن عباس . لا بارد ولا كريم فيه وجهان:
أحدهما: لا بارد المدخل ، ولا كريم المخرج ، قاله ابن جريج .
الثاني: لا كرامة فيه لأهله. [ ص: 457 ] ويحتمل ثالثا: أن يريد لا طيب ولا نافع. إنهم كانوا قبل ذلك مترفين فيه وجهان:
أحدهما: منعمين ، قاله ابن عباس .
الثاني: مشركين ، قاله السدي .
ويحتمل وصفهم بالترف وجهين:
أحدهما: التهاؤهم عن الاعتبار وشغلهم عن الازدجار.
الثاني: لأن عذاب المترف أشد ألما. وكانوا يصرون على الحنث العظيم فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه الشرك بالله ، قاله الحسن ، والضحاك ، وابن زيد.
الثاني: الذنب العظيم الذي لا يتوبون منه ، قاله قتادة ، و مجاهد .
الثالث: هو اليمين الغموس ، قاله الشعبي.
ويحتمل رابعا: أن يكون الحنث العظيم نقض العهد المحصن بالكفر. فشاربون شرب الهيم فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنها الأرض الرملة التي لا تروى بالماء ، وهي هيام الأرض ، قاله ابن عباس .
الثاني: أنها الإبل التي يواصلها الهيام وهو داء يحدث عطشا فلا تزال الإبل تشرب الماء حتى تموت ، قاله عكرمة ، والسدي ، ومنه قول قيس بن الملوح
يقال به داء الهيام أصابه وقد علمت نفسي مكان شفائيا
الثالث: أن الهيم الإبل الضوال لأنها تهيم في الأرض لا تجد ماء فإذا وجدته فلا شيء أعظم منها شربا.الرابع: أن شرب الهيم هو أن تمد الشرب مرة واحدة إلى أن تتنفس ثلاث مرات ، قاله خالد بن معدان ، فوصف شربهم الحميم بأنه كشرب الهيم لأنه أكثر شربا فكان أزيد عذابا. هذا نزلهم يوم الدين أي طعامهم وشرابهم يوم الجزاء ، يعني في جهنم.


