1021 ص: وقد خولف ابن عباس في هذه الآية فيم نزلت؟
فحدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا يزيد بن هارون ، قال: أنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن الحارث بن شبيل ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن زيد بن أرقم قال: "كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت .
حدثنا حسين بن نصر ، قال: سمعت يزيد بن هارون ... فذكر بإسناده مثله.
حدثنا أبو بشر الرقي ، قال: ثنا شجاع بن الوليد ، عن سفيان في هذه الآية: وقوموا لله قانتين فذكر عن منصور ، عن مجاهد قال: كانوا يتكلمون في الصلاة حتى نزلت هذه الآية، فالقنوت: السكوت، والقنوت: الطاعة" .
حدثنا أبو بشر ، قال: ثنا شجاع بن الوليد ، عن الليث بن أبي سليم ، عن مجاهد "في هذه الآية: وقوموا لله قانتين قال: من القنوت الركوع والسجود، وخفض الجناح، وغض البصر من رهبة الله - عز وجل - .
حدثنا فهد ، قال: ثنا أحمد بن يونس ، قال: ثنا محمد بن طلحة ، عن ابن عون ، عن عامر الشعبي قال: "لو كان القنوت كما تقولون لم يكن للنبي -عليه السلام- منه شيء، إنما القنوت الطاعة، يعني ومن يقنت منكن لله ورسوله " .
[ ص: 311 ] حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج بن المنهال ، قال: ثنا أبو الأشهب ، قال: سألت جابر بن زيد عن القنوت، فقال: الصلوات كلها قنوت، أما الذي تصنعون، فما أدري ما هو؟ " .
قال أبو جعفر - رحمه الله -: فهذا زيد بن أرقم ومن ذكرنا معه يخبرون أن ذلك القنوت الذي أمروا به في هذه الآية هو السكوت عن الكلام الذي كانوا يتكلمون به في الصلاة، فخرج بذلك أن يكون في هذه الآية دليل على أن القنوت المذكور فيها هو القنوت المفعول في صلاة الصبح، وقد أنكر قوم أن يكون ابن عباس -رضي الله عنهما- كان يقنت في صلاة الصبح، وقد روينا ذلك بأسانيده في باب: القنوت في صلاة الصبح، فلو كان هذا القنوت المذكور في هذه الآية هو القنوت في صلاة الصبح إذا لما تركه؛ إذ كان قد أمر به الكتاب.


