وذكر الله تعالى شراب أهل الجنة في مواضع كثيرة وقد قال ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه ، حبر من أحبار اليهود ، فذكر أسئلة ، إلى أن قال : فمن أول إجازة ، يعني : على الصراط .؟ فقال : فقراء المهاجرين ، قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال ؟ : زيادة كبد الحوت ، قال : فما غذاؤهم على أثرها ؟ قال : ينحر لهم ثور الجنة ، الذي كان يأكل في أطرافها ، قال : فما شرابهم عليه ؟ قال : من عين فيها تسمى سلسبيلا ، فقال : صدقت وقال زيد بن أرقم جاء رجل من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا أبا القاسم ، ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ؟ وقال لأصحابه : إن أقر لي بها خصمته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بلى ، والذي نفسي بيده ، إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم ، والمشرب ، والجماع ، فقال اليهودي : فإن الذي يأكل ويشرب يكون له الحاجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك ، فإذا البطن قد ضمر وقال ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لتنظر إلى الطير في الجنة ، فتشتهيه ، فيخر بين يديك مشويا .
وقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة طيرا أمثال البخاتي قال أبو بكر رضي الله عنه : إنها لناعمة يا رسول الله ، قال : أنعم منها من يأكلها ، وأنت ممن يأكلها يا أبا بكر .
وقال عبد الله بن عمر في قوله تعالى يطاف عليهم بصحاف قال : يطاف عليهم بسبعين صحفة من ذهب ، كل صحفة فيها لون ليس في الأخرى وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ومزاجه من تسنيم قال : يمزج لأصحاب اليمين ويشربه ، المقربون صرفا .
وقال أبو الدرداء في قوله تعالى : ختامه مسك قال : هو شراب أبيض ، مثل الفضة ، يختمون به آخر شرابهم ، لو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل يده فيه ثم أخرجها ، لم يبق ذو روح إلا وجد ريح طيبها .
[ ص: 540 ]


