قوله هنالك ظرف يستعمل للزمان والمكان ، وأصله للمكان ، وقيل : إنه للزمان خاصة ، وهناك للمكان ، وقيل : يجوز استعمال كل واحد منهما مكان الآخر ، واللام للدلالة على البعد ، والكاف للخطاب .
والمعنى أنه دعا في ذلك المكان الذي هو قائم فيه عند مريم ، أو في ذلك الزمان أن يهب الله له ذرية طيبة ، والذي بعثه على ذلك ما رآه من ولادة حنة لمريم وقد كانت عاقرا ، فحصل له رجاء الولد وإن كان كبيرا وامرأته عاقرا أو بعثه على ذلك ما رآه من فاكهة الشتاء في الصيف والصيف في الشتاء عند مريم ; لأن من أوجد ذلك في غير وقته يقدر على إيجاد الولد من العاقر ، وعلى هذا يكون هذا الكلام قصة مستأنفة سيقت في غضون قصة مريم لما بينهما من الارتباط ، والذرية والنسل يكون للواحد ويكون للجمع ، ويدل على أنها هنا للواحد . قوله فهب لي من لدنك وليا ولم يقل : أولياء ، وتأنيث طيبة لكون لفظ الذرية مؤنثا . قوله فنادته الملائكة ، قرأ حمزة والكسائي : ( فناداه ) وبذلك قرأ ابن عباس وابن مسعود . وقرأ الباقون فنادته الملائكة قيل : المراد هنا جبريل ، والتعبير بلفظ الجمع عن الواحد جائز في العربية ، ومنه الذين قال لهم الناس [ آل عمران : 173 ] ، وقيل : ناداه جميع الملائكة وهو الظاهر من إسناد الفعل إلى الجمع والمعنى الحقيقي مقدم فلا يصار إلى المجاز إلا لقرينة .
قوله : وهو قائم جملة حالية ، و يصلي في المحراب صفة لقوله قائم أو خبر ثان لقوله وهو
قوله أن الله يبشرك قرئ بفتح أن ، والتقدير بأن الله ، وقرئ بكسرها على تقدير القول . وقرأ أهل المدينة يبشرك بالتشديد . وقرأ حمزة بالتخفيف . وقرأ حميد بن قيس المكي بكسر وضم حرف المضارعة .
قال الأخفش : هي ثلاث لغات بمعنى واحد ، والقراءة الأولى هي التي وردت كثيرا في القرآن ، ومنه فبشر عبادي [ الزمر : 17 ] ، فبشره بمغفرة [ يس : 11 ] ، فبشرناها بإسحاق [ هود : 71 ] ، قالوا بشرناك بالحق [ الحجر : 55 ] وهي قراءة الجمهور . والثانية لغة أهل تهامة ، وبها قرأ أيضا عبد الله بن مسعود . والثالثة من أبشر يبشر إبشارا . ويحيى ممتنع إما لكونه أعجميا أو لكون فيه وزن الفعل كيعمر مع العلمية .
قال القرطبي حاكيا عن النقاش : كان اسمه في الكتاب الأول حنا انتهى . والذي رأيناه في مواضع من الإنجيل أنه يوحنا ، قيل : سمي بذلك ; لأن الله أحياه بالإيمان والنبوة ، وقيل : لأن الله أحيا به الناس بالهدى . والمراد هنا التبشير بولادته ; أي : يبشرك بولادة يحيى . وقوله : مصدقا بكلمة من الله أي : بعيسى عليه السلام ، وسمي كلمة الله ; لأنه كان بقوله سبحانه : كن ، وقيل : سمي كلمة الله ; لأن الناس يهتدون به كما يهتدون بكلام الله .
وقال أبو عبيد : معنى بكلمة من الله بكتاب من الله ، قال : والعرب تقول : أنشدني كلمته ; أي : قصيدته ، كما روي أن الحويدرة ذكر لحسان فقال : لعن الله كلمته ، يعني قصيدته انتهى .
ويحيى أول من آمن بعيسى وصدق ، وكان أكبر من عيسى بثلاث سنين ، وقيل : بستة أشهر . والسيد : الذي يسود قومه ، قال الزجاج : السيد الذي يفوق أقرانه في كل شيء من الخير . والحصور أصله من الحصر وهو الحبس ، يقال : حصرني الشيء وأحصرني : إذا حبسني ، ومنه قول الشاعر :
وما هجر ليلى أن تكون تباعدت عليك ولا أن أحصرتك شغول
والحصور : الذي لا يأتي النساء كأنه يحجم عنهن كما يقال : رجل حصور وحصير : إذا حبس رفده ولم يخرجه ، فيحيى عليه السلام كان حصورا عن إتيان النساء ; أي : محصورا لا يأتيهن كغيره من الرجال ، إما لعدم القدرة على ذلك ، أو لكونه يكف عنهن منعا لنفسه عن الشهوة مع القدرة . وقد رجح الثاني بأن المقام مقام مدح وهو لا يكون إلا على أمر مكتسب يقدر فاعله على خلافه ، لا على ما كان من أصل الخلقة وفي نفس الجبلة .وقوله من الصالحين أي : ناشئا من الصالحين ، لكونه من نسل الأنبياء ، أو كائنا من جملة الصالحين ، كما في قوله وإنه في الآخرة لمن الصالحين [ البقرة : 130 ] . قال الزجاج : الصالح الذي يؤدي لله ما افترض عليه ، وإلى الناس حقوقهم .
قوله قال رب أنى يكون لي غلام ظاهر هذا أن الخطاب منه لله سبحانه وإن كان الخطاب الواصل إليه هو بواسطة الملائكة ، وذلك لمزيد التضرع والجد في طلب الجواب عن سؤاله ، وقيل : إنه أراد بالرب جبريل ; أي : يا سيدي ، قيل : وفي معنى هذا الاستفهام وجهان : أحدهما أنه سأل هل يرزق هذا الولد من امرأته العاقر أو من غيرها ؟ وقيل : معناه بأي سبب أستوجب هذا ، وأنا وامرأتي على هذه الحال ؟ والحاصل أنه استبعد حدوث الولد منهما مع كون العادة قاضية بأنه لا يحدث من مثلهما ; لأنه كان يوم التبشير كبيرا ، قيل : في تسعين سنة ، وقيل : ابن عشرين ومائة سنة ، وكانت امرأته في ثمان وتسعين سنة ، ولذلك قال : وقد بلغني الكبر أي والحال ذلك ، جعل الكبر كالطالب له لكونه طليعة من طلائع الموت فأسند الفعل إليه . والعاقر : التي لا تلد ، أي ذات عقر على النسب ولو كان على الفعل [ ص: 217 ] لقال عقيرة ، أي بها عقر يمنعها من الولد ، وإنما وقع منه هذا الاستفهام بعد دعائه بأن يهب الله له ذرية طيبة ومشاهدته لتلك الآية الكبرى في مريم استعظاما لقدرة الله سبحانه لا لمحض الاستبعاد ، وقيل : إنه قد مر بعد دعائه إلى وقت يشاء ربه أربعون سنة ، وقيل : عشرون سنة فكان الاستبعاد من هذه الحيثية .
قوله : كذلك الله يفعل ما يشاء أي يفعل الله ما يشاء من الأفعال العجيبة مثل ذلك الفعل ، وهو إيجاد الولد من الشيخ الكبير والمرأة العاقر ، والكاف في محل نصب نعتا لمصدر محذوف ، والإشارة إلى مصدر يفعل أو الكاف في محل رفع على أنها خبر ; أي : على هذا الشأن العجيب شأن الله ، ويكون قوله يفعل ما يشاء بيانا له ، أو الكاف في محل نصب على الحال ; أي : يفعل الله الفعل كائنا مثل ذلك . قوله : قال رب اجعل لي آية أي علامة أعرف بها صحة الحبل فأتلقى هذه النعمة بالشكر آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا أي : علامتك أن تحبس لسانك عن تكليم الناس ثلاثة أيام لا عن غيره من الأذكار ، ووجه جعل الآية هذا لتخلص تلك الأيام لذكر الله سبحانه شكرا على ما أنعم به عليه ، وقيل : بأن ذلك عقوبة من الله سبحانه له بسبب سؤاله الآية بعد مشافهة الملائكة إياه ، حكاه القرطبي عن أكثر المفسرين . والرمز في اللغة : الإيماء بالشفتين أو العينين أو الحاجبين أو اليدين ، وأصله الحركة وهو استثناء منقطع ، لكون الرمز من غير جنس الكلام ، وقيل : هو متصل على معنى أن الكلام ما حصل به الإفهام من لفظ أو إشارة أو كتابة وهو بعيد . والصواب الأول ، وبه قال الأخفش والكسائي .
قوله : وسبح أي سبحه بالعشي وهو جمع عشية ، وقيل : هو واحد وهو من حين تزول الشمس إلى أن تغيب وقيل : من العصر إلى ذهاب صدر الليل وهو ضعيف جدا . والإبكار من طلوع الفجر إلى وقت الضحى ، وقيل : المراد بالتسبيح الصلاة .
قوله : إذ قالت الملائكة يامريم الظرف متعلق بمحذوف كالظرف الأول إن الله اصطفاك اختارك وطهرك من الكفر أو من الدنس على عمومها واصطفاك على نساء العالمين قيل : هذا الاصطفاء الآخر غير الاصطفاء الأول ، فالأول هو حيث تقبلها بقبول حسن ، والآخر لولادة عيسى . والمراد بالعالمين هنا قيل : نساء عالم زمانها وهو الحق ، وقيل : نساء جميع العالم إلى يوم القيامة ، واختاره الزجاج ، وقيل : الاصطفاء الآخر تأكيد للاصطفاء الأول والمراد بهما جميعا واحد . قوله : يامريم اقنتي لربك أي أطيلي القيام في الصلاة أو أديمي . وقد تقدم الكلام على معاني القنوت ، وقدم السجود على الركوع لكونه أفضل أو لكون صلاتهم لا ترتيب فيها مع كون الواو لمجرد الجمع بلا ترتيب .
وقوله : واركعي مع الراكعين ظاهره أن ركوعها يكون مع ركوعهم فيدل على مشروعية صلاة الجماعة ، وقيل : المعنى أنها تفعل مثل فعلهم وإن لم تصل معهم . والإشارة بقوله ذلك إلى ما سبق من الأمور التي أخبر الله بها . والوحي في اللغة : الإعلام في خفاء ، يقال : وحى وأوحى بمعنى . قال ابن فارس : الوحي الإشارة والكتابة والرسالة وكل ما ألقيته إلى غيرك حتى تعلمه .
قوله : وما كنت لديهم أي تحضرهم يعني المتنازعين في تربية مريم ، وإنما نفى حضوره عندهم مع كونه معلوما ; لأنهم أنكروا الوحي ، فلو كان ذلك الإنكار صحيحا لم يبق طريق للعلم به إلا المشاهدة والحضور ، وهم لا يدعون ذلك فثبت كونه وحيا مع تسليمهم أنه ليس ممن يقرأ التوراة ولا ممن يلابس أهلها . والأقلام جمع قلم ، من قلمه إذا قطعه ; أي : أقلام يكتبون بها ، وقيل : قداحهم أيهم يكفل مريم أي يحضنها ، أي : يلقون أقلامهم ليعلموا أيهم يكفلها ، وذلك عند اختصامهم في كفالتها ، فقال زكريا : هو أحق بها لكون خالتها عنده وهي أشيع أخت حنة أم مريم ، وقال بنو إسرائيل : نحن أحق بها لكونها بنت عالمنا ، فاقترعوا وجعلوا أقلامهم في الماء الجاري على أن من وقف قلمه ولم يجر مع الماء فهو صاحبها ، فجرت أقلامهم ووقف قلم زكريا ، وقد استدل بهذا من أثبت القرعة ، والخلاف في ذلك معروف ، وقد ثبتت أحاديث صحيحة في اعتبارها . وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : لما رأى زكريا ذلك ، يعني فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف عند مريم قال : إن الذي أتى بهذا مريم في غير زمانه قادر أن يرزقني ولدا ، فذلك حين دعا ربه . وأخرج ابن عساكر عن الحسن نحوه ، وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي ذرية طيبة يقول : مباركة .
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي حماد قال : في قراءة ابن مسعود : فناداه جبريل وهو قائم يصلي في المحراب ، وروى ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي أنه قال : فنادته الملائكة أي جبريل . وأخرج ابن المنذر عن السدي قال : المحراب المصلى . وقد أخرج الطبراني والبيهقي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : اتقوا هذه المذابح يعني المحاريب . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن موسى الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تزال أمتي بخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح كمذابح النصارى .
وقد رويت كراهة ذلك عن جماعة من الصحابة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : إنما سمي يحيى ; لأن الله أحياه بالإيمان . وأخرجوا عن ابن عباس قال مصدقا بكلمة من الله قال : عيسى بن مريم هو الكلمة . وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عنه قال : كان يحيى وعيسى ابني الخالة ، وكانت أم يحيى تقول لمريم : إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك ، فذلك تصديقه بعيسى سجوده في بطن أمه ، وهو أول من صدق بعيسى .
وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير عن مجاهد نحوه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وسيدا قال : حليما تقيا . وأخرج عبد بن حميد وابن [ ص: 218 ] جرير عن مجاهد قال : السيد الكريم على الله . وأخرج ابن جرير عن ابن المسيب قال : السيد الفقيه العالم .
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وسيدا وحصورا قال : السيد الحليم ، والحصور الذي لا يأتي النساء . وأخرج أحمد في الزهد عن سعيد بن جبير في الحصور مثله . وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الحصور الذي لا ينزل الماء . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : كان ذكره مثل هدبة الثوب .
وأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد من وجه آخر عن ابن عمرو موقوفا وهو أقوى . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال : اسم أم يحيى أشيع . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله اجعل لي آية قال : بالحمل به . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام قال : إنما عوقب بذلك لأن الملائكة شافهته بذلك مشافهة فبشرته بيحيى ، فسأل الآية بعد كلام الملائكة إياه فأخذ عليه بلسانه .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : إلا رمزا قال : الرمز بالشفتين . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد نحوه . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : الرمز الإشارة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : وسبح بالعشي والإبكار قال : العشي ميل الشمس إلى أن تغيب ، والإبكار أول الفجر .
وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد . وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أفضل نساء العالمين خديجة وفاطمة ومريم وآسية امرأة فرعون . وأخرج ابن مردويه عن أنس مرفوعا نحوه . وأخرج نحوه أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن حبان والحاكم من حديثه مرفوعا ، وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام .
وفي المعنى أحاديث كثيرة وكلها تفيد أن مريم عليها السلام سيدة نساء عالمها ، لا نساء جميع العالم . ويؤيده ما أخرجه ابن عساكر عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أربع نسوة سادات نساء عالمهن : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وأفضلهن عالما فاطمة ، وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله يامريم اقنتي لربك قال : أطيلي الركود يعني القيام . وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير اقنتي لربك قال : أخلصي . وأخرج عن قتادة قال : أطيعي ربك .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم قال : إن مريم لما وضعت في المسجد اقترع عليها أهل المصلى وهم يكتبون الوحي فاقترعوا بأقلامهم أيهم يكفلها . قال الله لمحمد وما كنت لديهم الآية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : ألقوا أقلامهم في الماء فذهبت مع الجرية وصعد قلم زكريا فكفلها زكريا . وأخرج ابن جرير عن الربيع نحوه .
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ، وكذلك أخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج أن الأقلام هي التي يكتبون بها التوراة . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عطاء أنها القداح .


