السؤال
السلام عليكم
طلبتْ والدتي من أخي، في وقتٍ سابق من الليل، أن يُرافقها صباح اليوم التالي إلى دائرة حكومية لاستكمال بعض الأوراق الرسمية المتعلقة بقيادتها لسيارة العائلة، وذلك نظرًا لاقتراب موعد زفاف أختي، وحتى لا تضطر إلى استخدام سيارات الأجرة التي ترهقها بسبب آلام في ظهرها وساقها الناتجة عن إصابتها بانزلاقٍ غضروفي.
وافق أخي، وأخبرها بأنه سيذهب معها في صباح اليوم التالي، لكنه سهر طَول الليل حتى الصباح، وغلبه النعاس.
في الساعة الثانية عشرة ظهرًا جاءت والدتي برفقة أختي إلى منزله، وبدأت تقرع الباب لمدة طويلة حتى استيقظ، وقد بدا عليه الانزعاج، وفتح لهما الباب.
دخلت والدتي وأختي إلى المنزل، وأخبرنا لاحقًا بأنه انزعج من دخولهما؛ لأنه لم يأذن بذلك، وكان المنزل في حالة غير مرتبة، ولم يُرِد لوالدته أن تراه على هذا الحال.
طلبت منه والدتي أن يُحضر الأوراق الرسمية الموجودة في غرفة النوم، وهي نفس الغرفة التي تنام فيها زوجته، وكانت حينها حاملًا في شهرها التاسع.
بحث أخي عن الأوراق ولم يجدها، فطلبت منه والدتي أن يوقظ زوجته لتبحث عنها بنفسها؛ لأنها متأكدة من وجودها في الغرفة، إذ أن أغراضها وأغراض أختي كانت موضوعة هناك منذ أن سكن أخي هذا البيت مؤقتًا.
انتظرت والدتي ربع ساعة، ثم دخلت الغرفة بنفسها، ووجدت الأوراق في مكانها، وألقت السلام على زوجة أخي، لكنها لم ترد، ولم تُكلّمها.
طلبت والدتي من أخي أن يُقلّها إلى الدائرة الحكومية، فرفض وامتنع حتى عن إيصالها إلى منزلها، وطلب منها أن تستقل سيارة أجرة كما جاءت، ثم رفع صوته عليها بسبب الغضب والنعاس، وقال لها إن ما فعلته لا يجوز.
خرجت والدتي من المنزل غاضبة، واتصلت بزوجة أخي لتعتذر لها عن زيارتها في ذلك الوقت، موضّحة أنها كانت بحاجة إلى الأوراق، إلا أن زوجة أخي قابلت الاتصال بالتأنيب، وقالت إن تصرف والدتي كان خاطئًا، وأنه لا يحق لها دخول البيت بهذه الطريقة، وأضافت: "أنا لستُ ابنتكِ كي تفعلي بي ما تشائين."
أجابت والدتي بأنها دخلت بيت ابنها، وأن زوجة ابنها بمقام ابنتها، فقالت الأخيرة: "أنا لستُ ابنتك، ولن أكون كذلك أبدًا"!
أغلقت والدتي الهاتف غاضبة، وركبت سيارة أجرة، وتوجهت إلى الدائرة الحكومية، لكنها لم تصل في الوقت المناسب، وأهدرت مالًا وجهدًا بلا فائدة بسبب تأخر أخي ورفضه إيصالها.
حينها، غضبت والدتي، وأمرت أخي بالخروج من المنزل، وهو منزل والدنا، فغضب أخي، ورأى أن والدته طردته دون سبب، وقال إنها أخطأت حين استعجلته في الذهاب، ودخلت منزله دون موعد مسبق، وكان يمكنها الانتظار حتى اليوم التالي، واحتجّ بآية الاستئذان، فمن هو المخطئ في هذا الموقف؟