السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ سنتين، وأم لطفل صغير، في العام الماضي، تعرضت لحادث سيارة، والحمد لله نجانا الله من كل سوء، بعد الحادث بشهر أو شهرين، بدأت أشعر يوميًا في المساء بضيق في الصدر وحسرة.
في البداية لم أُعر الأمر اهتمامًا، وكنت كلما شعرت بذلك أخرج قليلًا من المنزل، ومع الوقت كنت أتحسن، لكن مع مرور الأيام والشهور، بدأ هذا الشعور يزداد، أحيانًا يأتيني صباحًا، وأحيانًا مساءً، أحيانًا لا أستطيع النوم ليلًا، وأحيانًا تراودني وساوس بأنني سأموت.
مع دخول شهر رمضان، ساءت حالتي أكثر، فظن زوجي أنني بحاجة إلى رقية شرعية، استدعينا راقيًا إلى المنزل، وقال إنني بخير، ثم أخذني إلى راقٍ آخر، فقال إنني مصابة بعين متراكمة.
بدأنا نشغّل الرقية الشرعية يوميًا في المنزل، وكنت أداوم على قراءة سورة البقرة، تحسنت قليلًا، لكن بعد حوالي شهرين توفي أحد أفراد العائلة، فعادت لي الأعراض مجددًا، وبدأت أعاني من قلق شديد دون سبب واضح، هذا الشعور أقلقني كثيرًا، وأصبحت مكتئبة تقريبًا طوال اليوم.
أنام وأنا أشعر به، وأستيقظ كذلك، وغالبًا لا يأتيني النوم إلا في ساعات متأخرة من الليل، فقدت الشغف في القيام بأي شيء.
بعد معاناة طويلة، اقترحت على زوجي أن يرافقني إلى طبيب نفسي، وبعد محاولات عدة وافق، وأخذني إلى طبيب مختص، شخّص حالتي بأنها نوبات هلع ناتجة عن الصدمات، ووصف لي ثلاثة أدوية:
- Paroxétine 10 mg: جرعة واحدة ليلًا
- Clorazépate dipotassique 5 mg: جرعة واحدة ليلًا
- Chlorhydrate de propranolol 10 mg: جرعة صباحًا وأخرى ليلًا
رفضت تناول الأدوية تمامًا، وأخبرته أنني بحاجة إلى جلسات نفسية وعلاج سلوكي معرفي دون أدوية، لكنه قال إن الدواء ضروري لتجاوز الصدمة، وأنا متخوفة جدًا من الأدوية، اشتريتها منذ أسبوع ولم أتناولها بعد، ما زلت قلقة من آثارها الجانبية، ومن احتمال الانتكاسة بعد التوقف عنها، أو الإدمان عليها.
إحدى صديقاتي نصحتني بعدم تناولها، وأن أتابع مع معالج نفسي، وللأسف؛ فالمنطقة التي أعيش فيها لا يوجد بها أي معالج نفسي، وظروفي لا تسمح لي بالسفر بعيدًا، والطبيب الذي زرتُه طمأنني بفعالية الدواء، وأكد أن الجرعات صغيرة جدًا، وأنني سأتناولها لمدة شهر فقط، وحدد لي موعدًا بعد شهر.
لكنني ما زلت مترددة وغير مقتنعة، أرجو منك يا دكتور أن تنصحني، وأن تمنحني جرعة أمل، فهل هناك حالات مثل حالتي تماثلت للشفاء تمامًا؟