الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أدافع الوسواس التي تأتيني بقوة ولا أستطيع ردها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مصيبة ومأزق أنا واقع فيه، وأسأل الله أن يكتب لي الشفاء، وأسألكم الدعاء لي.

كنت طالبًا في كلية مختلطة، وحصلت معي قصة طويلة، حيث تركت الجامعة، واعتقدت حرمة مال أبي من غير دليل ثابت، وحصلت معي مجموعة من المشكلات، وفي النهاية تركت ما كنت عليه ورجعت إلى الجامعة، وأخذت مال أبي، لكني وصلت لمرحلة خطيرة، أعتقد أنها مرض نفسي؛ إذ أصبحت كلما سمعت أو أتتني خاطرة في شيء فيه استهزاء بالدين، يأتيني شعور اندفاع بالضحك، وهو ضحك استبشار وفرح، وتبسمات لا إرادية، وأنا أكرهها وأضطر لأكشر وجهي لأدافعها، والأمر يكون بشكل شبه دائم، وأخشى أن يكون هذا من نواقض الإسلام، فما العلاج -بارك الله فيكم-؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

من خلال ما ورد في سؤالك أن هذه الأفكار التي تأتيك عندما تسمع شيئًا، أو تأتيك خاطرة فيها شيء من الاستهزاء بالدين؛ هذا أحد أشكال الوسواس القهري، تأتي الشخص فكرة قهرية، أي أنها تأتيه رغمًا عنه، يحاول دفعها وصدَّها، إلا أنها تعود مجددًا، وفي كثير من الأحيان، هذه الأفكار القهرية تأخذ شكلًا دينيًا كالذي ذكرته، سواء الاستهزاء بالدين، أو الشك في بعض الأمور الدينية، ولكن أريد أولًا أن أطمئنك أن هذا ليس دليلًا على ضعف الإيمان بالله -عز وجل-، وليس دليلًا على عدم احترامك للدين، وإنما هي أفكار قهرية غير منطقية وغير معقولة بالنسبة إلى الشخص المصاب، فاطمئن من هذه الناحية، ولكن ماذا علينا أن نفعل؟

مَن يعاني من الأفكار الوسواسية القهرية يمكن أن تأتيه هذه الأفكار، إما خفيفة أو متوسطة أو شديدة، أما الخفيفة فالكثير من الناس يستطيع أن يتحكم بها عن طريق صرفها أو تشتيت ذهنه، بحيث إنه عندما تأتي مثل هذه الأفكار يقف من مكانه، ويذهب لعمل شيء يصرف به انتباهه إلى أمر إيجابي، بدل هذه الفكرة القهرية.

أما الحالات المتوسطة والشديدة، فربما يجد المصاب صعوبة في عدم الاستجابة لها أو تجاهلها؛ لذلك ننصح بالعلاج، سواء العلاج الدوائي، أو العلاج المعرفي السلوكي.

لذلك: أنصحك -أخي الفاضل- أن تحاول دفع هذه الأفكار، مطمئنًا نفسك بأنها أفكار وسواسية قهرية، فإذا تمكنت من صرفها عن نفسك فَنِعم بها، وإلا فأرجو ألّا تُطيل معاناتك؛ لأن هذا قد يؤثر عليك نفسيًا ودراسيًا واجتماعيًا؛ لذلك أُشجِّعك على استشارة عيادة الطبيب النفسي في بلدك؛ ليؤكد أولًا التشخيص، ثم يتفق معك على الخطة العلاجية.

أرجو الله تعالى أن يكتب لك تمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً