السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم جهدكم في مساعدة المسلمين وإعانتهم في أمور دينهم، جزاكم الله عنا خير الجزاء.
كنت أعاني في السابق من الوسوسة في النظافة والطهارة، وكان ذلك عندما كان عمري نحو أربع عشرة سنة، ولكن بفضل الله وعونه تخلصت منها وأصبحت أموري طبيعية.
ومنذ ما يقارب السنة، عادت إليّ الوسوسة ولكن بشكل مختلف؛ فهذه المرة لم تكن في النظافة، بل جاءت في ديني، في بداية الأمر، بدأت تأتيني أفكار غريبة عن الدين، وخصوصًا أثناء الصلاة، ثم تطور الأمر إلى وسواس في الخشوع؛ حيث أصبحت أشعر بأنني لا أخشع في صلاتي؛ ونتيجة لذلك كنت أطيل كثيرًا في الصلاة.
وصرت كلما تخلصت من وسوسة أتتني أخرى، واستمر هذا الحال حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن، حيث أشعر بأنني لا أستطيع التغلب عليه.
ففي وقت الصلاة، تأتيني أفكار جنسية تؤدي -بطريقة غير إرادية- إلى خروج مذي أو رطوبة لا أستطيع التحكم بها، وتبدأ هذه الحالة مع بداية الوضوء وتنتهي بانتهاء الصلاة، وتتكرر مع كل صلاة.
وأنا أعلم أن خروج المذي يُبطل الوضوء، لذلك أعيد الوضوء والصلاة مرة أخرى، ولكن يحدث أن يبطل الوضوء مجددًا، وأحيانًا أكرر ذلك أكثر من ثلاث مرات.
أعاني كثيرًا من هذا التكرار، خاصة أنني أسكن أثناء فترة الدراسة في السكن الداخلي للجامعة مع زميلة في الغرفة، فأشعر بحرج كبير عندما تراني أكرر الوضوء والصلاة، كذلك كثيرًا ما ينزعج أهلي من خروجي معهم؛ لأنني أؤخرهم بسبب تكرار الصلاة وإعادتها.
بعد ذلك، وبحكم تجربتي السابقة، كنت أعلم أن الوسواس يُعالج بالإعراض وعدم الاستجابة، فقررت أن أتجاهل هذه الأفكار وألا أبالي لها، وعندما تراودني، أحاول إنكارها قدر المستطاع، وأركّز على الصلاة والخشوع فيها.
وفي حال اضطررت إلى إعادة الصلاة، أكررها مرة واحدة فقط، حتى لو كان الوضوء قد بطل، مع حرصي على المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأرجو أنه إذا استمررت على هذا الحال، ولم أستجب للوساوس، أن تنتهي -بإذن الله-، لكنني الآن لا أعلم هل ما أفعله صحيح أم لا؟